شيخ الشعراء أحمد الشارف :
رضينا بحتف النفـوس رضينا ولم نرض أن يعرف الضيم فينا
فلم نرض بالعـيش إلا عزيزاً ولا تنقي الشــر بل يتــقينا
فما الحر إلا الذي مات حـرا ولم يرض بالعـيش إلا أمـينا
وما العز إلا لمن كان يفــدي ذماماً ويفـــني عليه الثـمينا
وما الخزي والعار إلا لشخص إلى وطن العز أضحى مهــينا
ونحن فروع زكت من أصول فنحيي مآثــرنا ما حـــيينا
لتاريخ عنصــرنا في الورى حـــديث على صفحات السنينا
وفي جانب العز كـأس المنايا وجــدنا بها لذة الشـــاربينا
إذا قامت الحــرب كنا رجالاً إلى الحرب أرسخ من طور سينا
ترانا نشــــاوي عليها كأنا شــربنا بها خــمرة الأندرينا(
لنا وثبــات بها وثبـــات فضحنا بها ثــــورة الثائرينا
ولا عجـب في الوغى إن أتينا بشـــيمة آبـــائنا الأولينا
إذا لم يُعنا على الخـطب رأي جعلنا البسالة فرضاً معــــينا
سيـــوف قبضنا عليها أكفاً وفيها ترانا من المســــرفينا
ونتلف أمـــوالنا في المعالي ولسنا عليها من الآســــفينا
ونشرب كأس العلا وهي صرف ولا نشــرب الكأس ماء مهينا
وما أبطأت غــــارة الله منا إشـــاعة بعض من المبطلينا
أتمتد فــينا مـطامع قــوم لقد مــلأوا الأرض إفكاً مبينا
وجـــاءت صحائفهم كذباب يزيد الورى كل يـــوم طنينا
وقـــالوا وما غـرنا قولهم أبى أن يكـــون التوحش فينا
أيا من يجـــرون أسطولهم ألــينا بآلافــهم والمئــينا
فما ضرنا إن حـللتم شطوطاً إذا شط ما كنتم قاصــــدينا
فكم في طرابلس الغرب ليث يصون البلاد ويحـمي العرينا
وما زاد صرخ المـدافع إلا زئيراً لأشـبالها الضــائرينا
منقول : منتدي الصيعان